الحب بعد الصباح الثلاثمائة .. وكوب القهوة الألف (2 زائر)


MEG

‏لَا أُؤمن بالنُّدرة، أُؤمن بالوَفرة وأُؤمن بالعوَض وأُؤمن أنّ في الحياةِ سَعة
إنضم
23 فبراير 2023
رقم العضوية
13302
المشاركات
4,628
الحلول
1
مستوى التفاعل
17,248
النقاط
1,090
أوسمتــي
16
الإقامة
الجزَائر
توناتي
13,520
الجنس
أنثى
LV
3
 
E55KVTA.png



تمعنتُ جيدًا الأقواس المبعثرة المرسومة على خدي -أختي- المتوردين، تلك العلامات التي تُسمى –خطوط الابتسامة– أو ما شابه…
فبعد أن تفحصت معالم البيت الجديد بعيني طفلة تُجيد التعبير أكثر من الصمت، تكلمت بصوتٍ الخافت، كاتمة ضحكتها:
"تبقّى فقط ضوء جيد!"

نعم، لأن أضواء الغرف كانت خافتة حدّ الكسل، ناعسة كأنها لا ترغب في أن تفضح أركان البيت الجديد.
تمامًا كما كنا نعيش قديمًا على نور الشمس، أما ليلًا فسرعانما نغفو قبل أن نكتشف كم الظلال المخبوءة في الجدران.

ولا أذكر أن ديارنا قد ضمت يومًا ضوءًا قويًا إطلاقًا.
طوال طفولتي، كانت الإضاءة في بيتنا لا تُظهر التفاصيل، وتفتح المجال لمخيلتك من أجل توقع بقية الطريق...

ذكرياتي كلها مرسومة في آخر غرفة من الدار، تلك التي طليت جدرانها بلون بنفسجي ناعم. غرفة واسعة مقسمة لجزئين: قسم مغلف بستارة بيضاء منسدلة ناعمة للكبار المرتبين، وقسم الأسرة الداكنة والمطارح المبعثرة والصناديق التي لا أعلم إن كانت تخبئ فيه -ألعابنا- أو تخبئ فيه الأيام التي لا نُريد نسيانها، لكن لا نُريد الحديث عنها أيضًا.

كأنني في تلك الغرفة عشت داخل فقاعة زمنية مسرعة… لا ضوءٌ بديل عن الشمس يجعلني أتناسى سرعة الغروب، ولا أفرشة مريحة تمنحني نومًا هنيئًا يشتتني عن قصر الليل.

أكبر همومي آنذاك أن أتصالح مع أختي كي نُكمل لعبتنا التي بدأناها البارحة.
لعبتنا التي لم نُكملها بسبب نزال تافه: من سرق الدمية؟ من خرّب الترتيب؟ من صرخت أولًا؟ من بكت أخيرًا؟
كنا نتصالح دائمًا بلا شروط، لأننا كنا نعلم أن الظلام سيهبط قريبًا، وأن اللعب في العتمة مستحيل.

البيت القديم لم يكن ضيقًا، لكن الضوء فيه كان شحيحًا كما لو كان يُحاسبنا على كل لحظة فرح.
وكانت أمي تقول دائمًا إن المصابيح القوية "تُتعب العين"، وإن البيت الطيب لا يحتاج إلى ضوء "صناعي".
كنت أؤمن بكلامها، دون أن أعرف أنني سأكبر لاحقًا وأُطيل التحديق في المصابيح القوية في منازل الآخرين، فقط لأتأكد إن كانت الحياة في البيوت الساطعة أوضح فعلًا.

كثير من الأشياء كانت رمادية في ذلك البيت…
ذكريات الشتاء مثلًا، نركض حفاة على بلاط بارد، نلتف ببطانية واحدة، نأكل طبق شوربة واحد، ونتقاتل على الطرف الأقرب للمدفأة.
لكني أتذكر كل هذه اللحظات بصور قاتمة…
هل لأنها حدثت في الضوء الخافت؟ أم لأن الذاكرة لا تملك "فلاشًا" جيدًا؟

حتى وجه أبي، أراه في ذاكرتي غير واضح.
ظهره أوضح.
ظلّه أوضح.
جلسته في المطبخ أوضح.
لكن عينيه؟ لا أستطيع استحضارهما. ربما لأن الضوء لم يكن كافيًا في بيتنا لنراها جيدًا.

ذات ليلة، انقطعت الكهرباء.
تجمّعنا حول شمعة. أذكر كيف غيّر اللهب الظلال على وجوهنا.
كنا نضحك أكثر، كأن العتمة تجعلنا نتصرف بأريحية.
قالت -أختي- حينها: "هكذا أحلى من المصباح!"
نظرت إليها أمي وقالت: "العتمة لا تخيف من تعوّد على أن لا يرى."
لم أفهم وقتها.
لكني الآن أعي بعض الشيء: أن بعض الذكريات لا تحتاج ضوءًا.

من قلب الغرفة البنفسجية. من صوت أخيتي وهي تتنفس في سريرها الآخر. من رائحة بطانية مشتركة. من حرارة ضوء لا نراه، لكنه يحمينا.

مرت سنوات، وانتقلنا إلى بيت جديد.
أضواء بيضاء، ومصابيح قوية، وسقف مرتفع، ونوافذ واسعة…
لكن -أختي- لم تعد تقول شيئًا.
ولم نعد نتصالح بنفس السرعة.
كل واحدة منا حصلت على غرفتها، وسريرها، ونافذتها، لكن الدمى لم تُبعث من جديد.
لم نعد نكمل اللعب.
صرنا نُغلق الأبواب، ونشعل مصابيحنا كلٌّ على حدة.

في أحد الأيام، دخلت غرفتها القديمة وحدي.
وقفت عند زاويتها، أغمضت عينيّ…
وحاولت أن أسترجع شكل الضوء في بيتنا القديم.
تذكرت شيئًا بسيطًا جدًا، لكنه فجّر الدموع في عيني:

كنا نعرف طريقنا جيدًا في ذلك البيت، رغم ضعف الضوء.
كنا لا نصطدم بالأثاث، لا نتوه، لا نحتاج لهاتف يضيء الدرب…
كنا نتحرك بالذاكرة، بالحواس، بالألفة، بالطمأنينة.

اليوم؟ البيت مضاء بما يكفي، لكنّي أتعثر.
لا أجد الباب بسهولة، ولا أعرف مكان المفتاح، ولا أسمع ضحكة أختي من خلف
الجدار.

الضوء الجديد لم يكن كافيًا ليحتوي العائلة..

----

مسودة لمشاهد غير حقيقية تخيلتها وأنا على حافة النوم هيرو4


 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

MEG

‏لَا أُؤمن بالنُّدرة، أُؤمن بالوَفرة وأُؤمن بالعوَض وأُؤمن أنّ في الحياةِ سَعة
إنضم
23 فبراير 2023
رقم العضوية
13302
المشاركات
4,628
الحلول
1
مستوى التفاعل
17,248
النقاط
1,090
أوسمتــي
16
الإقامة
الجزَائر
توناتي
13,520
الجنس
أنثى
LV
3
 
كنت راح ابدا ارجع اقرا المدونات من وين توقفت اخر مرة -اعتقد في شهر 3 او قبل-
لقيتهم متراكمين ترددت :)..
 

MEG

‏لَا أُؤمن بالنُّدرة، أُؤمن بالوَفرة وأُؤمن بالعوَض وأُؤمن أنّ في الحياةِ سَعة
إنضم
23 فبراير 2023
رقم العضوية
13302
المشاركات
4,628
الحلول
1
مستوى التفاعل
17,248
النقاط
1,090
أوسمتــي
16
الإقامة
الجزَائر
توناتي
13,520
الجنس
أنثى
LV
3
 
تعقيبًا على كلام @Selene هنا، حسّيت لازم أقول هالحديث وأوجّهه خصيصًا للمراهقات مثلي.

أنا في فترة من الفترات، بشرتي تدمرت بشكل يخوّف، وشعري صار يتساقط بكثافة لدرجة كل العايلة لاحظتو وصرت دايما انكس وراي اذا مشطت أو غيرت تسريحتي عشان اخلف وراي أكوام أكوام ض00

فاا.. اضطررت اقص شعري، وحللت دمي وزرت اطباء كثر وفعلا عرفوا تقريبا مشكلتي مع هذا ماكان منطقي اني اتدهور بذاك الشكل، واستمر الوضع يتفاقم وكل مرة يزيد مرض جديد وتكثر الادوية واختلط علي الروتين وتعبت نفسيًا وبدأت أفكر اذا انا اللي ابالغ ومتطلبة؟ ولا فعلا مريضة، ورغم ان اهلي من النوع اللي مايزوروا اطباء الا لما يصير الوضع عاجل، ومالنوع اللي يؤمن بالمناعة ومايفضل يشتري منتجات وادوية خاصة اذا شافوها من الكماليات مع هذا بادروا بالشراء لي قبل مااطلب عشان حسوا خلاص بصير صلعة ه1

والأمر المرهق اني ماكنت متعودة عالعناية لهالدرجة
صح كنت أجرب كريمات مع أختي أحيانًا، بس أغلبها ريتينول ومنتجات لعمر الثلاثين وأنا لسه صغيرة عليهم حرفيًا انا انسانة تتبع مزاجها…
اريد اعتني اعتني مااريد خلاص انسي

فبعد المرض صار الزام أني أبقا قدام المرايه بالنص ساعة، ورغم كوني شخص يستمتع بهالنشاط بالعادة إلا أنه كان أسوء فقرة بيومي خاصة اذا بدأت ألاحظ بشرتي وكيف كل يوم تصير اسوء من البارح رغم اني اطبق الكريمات!!

و في ذيك الفترة انا اصلا ماعاد فيني مزاج وصرت سلبية ومدركة جدًا لكون طبيعتي مش هيك ومش عارفة الحل وكيف اتغير وخايفة ابقا هيك وكارهة الجميع وكارهة نفسي وصرت احس كل شي متعب وصعب الله أعلم كم كنت احس بغصه والمشكلة استحي اشتكي لانه فعليا مافيني ولا علّة انا جبت الفتنة لعمري وماناقصني شي وكنت أقول عيب عليك زهراء!! وكلها سيناريوهات بيني وبين عقلي ماحد داري بيها محيطي فقد يشوف كيف جالسة اخسر وزن وكيف بشرتي تتدمر وكيف شعري يتساقط وكيف نشاطي قل ورغبتي بالنوم زادت وصار عندي أرق مع هذا ماأسهر حتى الفون كرهته، مخيف كيف نتغير بيوم وليلة!!!

واللي زاد الطين بلّة أنو وقعت في احباط ثاني وهو زعلي من نفسي بسبب توفر الكريمات و المنتجات اللي احتاجها وعارفة جيدًا كيف أهلي تعبوا علي رغم أنه في العادة مانزور اطباء كثير ولا نشتري هيك ادوية و بالاخير بدأت انسا استخدمهم وحتى لما اتذكر ابقا اناظرهم واهرب بدون عناية فأكثر شي صرت اسوي مرة بالأسبوع. ليش؟؟؟ مااعرف والله مااعرف كنت غريبة حتى علي مااعرفني ومااعرف هذي النسخة مني وكان عندي عرس قريب وصحتي رايحة من اسوء الى اسوء

فكنت أتمنى لو أني متعودة على العناية من قبل، يمكن وقتها كان بيكون الموضوع أهون علي.
بس حتى المنبهات ما فادتني، أساسًا كانت ترن 4 مرات باليوم وأنا أطنشها.ه1

حرفيا ذيك الفترة كانت أسوء أسوء أسوء فترات حياتي وزعلي ما كان على أحد زعلي كله على نفسي، بالعكس اذا عصبت على شخص -ويكون امتداد لمزاجي المعفن اللي ماحد داري عليه- يمسكني ندم شديد بك10 والشي الجميل الوحيد أني كونت بسبب هذي الاخطاء عادة الاعتذار فماصار مخجل لي او صعب اني اعترف بحاجة مو حلوة سببتها للطرف الثاني

وكنت ناشطة على منصات التواصل وأقدم خدمات واتعامل مع الناس ومش مبين علي المشكلة !!! :) طول عمري كنت أعتقد اني سلسة في التواصل واعرف اعبر بسهولة لكن اكتشفت اني فقط عشان كنت ايجابية وافكاري حلوة وبنظري تستحق يسمعها الملء.. لكن اذا كان جانب مني محبط ماكنت اتأثر وبسرعة انتبه للايجابيات وانساه فلما صارت سلبيتي طاغية ملأت وقتي بالشغل اونلاين والشغل بالبيت كلو عشان مااترك لنفسي فرصة افكر واحترقت ذهنيا ونفسيا وجسديا وكل شي ه1

وفي مرحلة ما جلست مع نفسي وقلت انا كم عمري؟ هم2 وش واجباتي؟ شو اللي مفروض اركز عليه حاليا؟ ليش زعلانة؟ دوني يماما دوني

ودونت كثير وكتبت كثير وحسيت صار اسهل اني اتكلم مع شوي ناس وانكد تحيا النكد صرت اتفهم النكديين واتقبلهم ه1

والحمد لله وقفت الشغلللللل ه1 مبسوطة جدا اني فاضية وماعندي شي اسويه ه1 وفجأة بدأت بشرتي تتحسن وكل يوم تختفي أمارة ماشاء الله كل شوي أتأمل وجهي وأقول وش السر ياترى ه1

فأريد أحكي لكن بنات أنو النضارة صح تتأثر بالمنتجات، والأكل الصحي، والروتين، والرياضة، فعلًا كلهم يخلونها أفضل وأحلا ومشرقة أكثر

مع هذا النفسية صدقوني هي الأهم معا7 ق1

وأنا كنت عارفة هاد الشي لكن ماطبقت ولا اهتميت اطبق!


فـ بنات، حبّوا نفسكم ق1 عادي تحزني، عادي تبكي ق1 عادي تسهري اذا تبي تسهري وتاكلي اكل مش صحي اذا اشتهيتيه وعادي تصحي متأخر وتتضايقي وتسوي اللي تبيه ق1

لكن سويه عن قناعة واستعداد، اذا ارتحتي ارتاحي بدون تأنيب، واذا اشتغلتي واجتهدتي لا تتحسري على النوم اللي فاتك ق1 واريد اذكرك أن صحتك تستاهل تستثمري فيها

و أهم حاجة لا تسمحي للحزن ياخذ منك، اعطي لنفسك مساحة لكن لا تخليها تأثر على نظرتك لنفسك.
لأن لو دخلتِ دوامة "اللوم"، صعب جدًا تطلعين منها


وعلى فكرة انا مركزة حاليًا على العناية بالشعر اكثر من البشرة ش1 عشان استسلمت وقررت اتسامح مع كوني مراهقة حساسة وخلها تبرق وترعد ه2 وعادي تتدمر الحين واعالجها بالعشرينات براحتي ه1

مع هذا بإذن الله ابقا مواضبة على الرياضة و الاكل الصحي وماانقطع واكمل بالكريمات اللي عندي حاليا دام بدأت وتعودت
وعلى فكرة مدمنة على منتجات الشعر ياخي ريحتهم خياااال ولذاذة والنتيجة فورية مو زي منتجات البشرة نع44
 

المتواجدون في هذا الموضوع

أعلى أسفل